تعس عبد الدينار - عالم حواء
توجد مشكلة في الاتصال بالانترنت. عبارة لعلكم سمعتموها يوما من الأيام عندما يُـنكر على صاحب مُنكر أو على والغ في معصية ، أو على مسرف على نفسه ، أو على مقصّر في طاعة ربِّه
إذا ما ذُكّر بالله تَعالى وتعاظم في نفسه وردّ بكبرياء بملء فمِـه: أنـا حـُــرّ! تحذير شديد اللهجة من «موسيماني» لـ «شريف» و«عبدالمنعم» قبل لقاء طلائع الجيش - المصريون. بدلا من أن يتّصف بصفات المؤمنين الذين إذا ذُكِّروا تذكّروا ، والذين تنفعهم الذكرى
( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)
وتُردّد عليه ( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ)
ثم تُخاطبه بقول الله ( فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى)
فيرد عليك مرة أخرى ممتلئاً غيظاً: أنـا حـُــرّ! فهل هو مُـحِـقّ ؟؟؟
هل هـو فعـلاً حُـرّ ؟؟؟
ليس الأمر كذلك
فهو عبد رغم أنفـه... شاء أم أبى ( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا)
والعبودية عبوديتان:
عبودية خاصة لأهل الإيمان والإسلام
وعبودية عامة لكل الخـلـق
إما عبودية شرف وفخـر وعِـزّ
وإما عبودية ذلّ وقـهـر وخنوع
إما عبودية عز وفخر وشرف وتكريم ، وهي العبودية لله عز وجل التي قيل فيها:
وممـا زادني شَرَفاً وفخـراً *** وكِدتُ بأخمُصـي أطـأُ الثّريا
دخولي تحت قولِك يا عبادي *** وأن صَيّرتَ أحمـدَ لي نبيّـاً
وإما عبودية ذل ومهانة لغير الله.
تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار
وكان الحسن – رحمه الله – يحلف بالله: "ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله"
8. وجاء في كتاب (عدة الصابرين) لابن القيم أنه قال: "جميع الأمم المكذبة لأنبيائهم
إنما حملهم على كفرهم وهلاكهم حب الدنيا، فإن الرسل لما نهوهم عن الشرك والمعاصي
التي كانوا يكسبون بها الدنيا حملهم حبها على مخالفتهم وتكذيبهم؛ فكل خطيئة في
العالم أصلها حب الدنيا، فحب الدنيا هو الذي عمر النار بأهلها". وأقل ما في حبه أن يلهي عن حب الله وذكره، ومن ألهاه ماله عن ذكر الله تعالى فهو من
الخاسرين 9. ما حكم من جاء فيه «تعس عبدُ الدينار»؟. ولا ينسى أحدنا ما فعله المال الحرام بقارون حتى جعله يتكبر بنفسه، وأنه لم يأته
الله هذا المال إلا لأنه يستحقه، وأنه لم يأته إلا من طُرُقه الحكيمة، فأخزاه الله
في الدنيا والآخرة، {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ
الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ
مِنَ المُنتَصِرِينَ} (81) سورة القصص. على أنَّ الإنسان لا يستغني عن المال، بل هو عصب الحياة الذي لا تقوم معايش الناس
إلا به، ولكن المذموم من ذلك ما ألهى عن الله والدار الآخرة، وأدى إلى الظلم والغش
والخداع، وترك الواجبات من صلاة وزكاة وصيام وغير ذلك. أسأل الله العظيم أن يصلح منا ما فسد، وأن يجعلنا من عباده المؤمنين المخلصين،
آمين.
ا لخطبة الأولى ( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.