[٥] والحياء من الإيمان لقوله -صلى الله عيله وسلم-: (الحَياءُ مِنَ الإيمانِ) ، [٦] فالحياء عند المؤمن من الزواجر إلى فعل الخير، فمن لم يكن عنده خلق الحياء غلبه الهوى والشهوة، وأوقعته في المعاصي والآثام، لذا فالحياء أصلٌ لكلِّ خير، [٥] فقد عدَّ الفضيل بن عياض قِلَّة الحياء من علامات الشقاوة، [٧] لأنَّ من قَلَّ حياؤه فقد فاته أصل الخير. هجر المعاصي حياءً من الله تعالى
فيجد صاحب الحياء في نفسه انكساراً وحرجاً بأن تصدر منه الذنوب والمعاصي أمام الناس ، فكيف صدرت منه أمام الله -تعالى-، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فاللهُ أحقّ أن يُسْتَحيا منهُ). [٨] [٩] وخاصّة أنَّ صاحب خلق الحياء يقرأ كتاب الله -تعالى-، ويعلم أنَّ الله -تعالى- مُطَّلِع عليه، ويعلم أنَّ لله -تعالى- أرسل رسلاً يكتبون ما يقول، [٩] قال -تعالى-: ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ ، [١٠] فكيف يَقدم على المعاصي بعد هذا العلم. من ثمرات الإيمان بالملائكة. وحين يقرأ قوله -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ ، [١١] يعلم صاحب خلق الحياء إنَّ الله -تعالى- أقرب إليه من نفسه التي بين جنبيه، فلا يَقدم على المعاصي، فحياؤه يدفعه إلى الابتعاد عن الذنوب والآثام.
- من ثمرات الإيمان بالملائكة
- لماذا سمي بالمسيح الدجال - موقع محتويات
من ثمرات الإيمان بالملائكة
12- اجتماع الكلمة ووحدة الصف والتعاون على تحقيق الغايات المطلوبة شرعًا، وفي ذلك تحقيق عزَّة المسلمين وكَرامتهم لوحدة عقيدتهم وصحَّتها، فإنَّه لا يجمع الناس جمعًا تامًّا إلا العقيدة الصحيحة التي يلتزم بمُقتضاها الجميع، وضعْف التمسُّك بالعقيدة الصحيحة أو الضلال في الاعتقاد من أسباب الاختلاف والتفرُّق والنِّزاع والتعصُّب لغير الحقِّ من الأهواء والأجناس والألوان والشعارات المصطَنعة، واعتبر ذلك بحال العرب قبل الإسلام؛ فإنهم لما كانوا ضالِّين في عقيدتهم كانوا مختلفين مُتفرِّقين مُتحارِبين، قد فرَّقوا دِينهم وكانوا شِيَعًا، وتقطَّعوا أمرهم بينهم زبرًا كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون.
فقد كان نبي الله موسى عليه السلام رجلًا حيًيا ستٌيرًا لا يرى من جسده شيء استحياء منه فآذاه قومه بالقول. فقالوا له ما يستتر هذا التستر إلا إذا كان في جسده عيبًا إما أبرص أو به مرض أو آفة. ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يبرئه مما اتهموه قومه فخلًا يومًا بنفسه. وقام بوضع لباسه على الحجر لكي يغتسل فلما انتهى من الاغتسال أقبل ليأخذ ثيابه فإذا بالحجر عدا ثيابه. فأخذ موسى عليه السلام عصاه وطلب الحجر فجعله يقول ثوبي حجر! ثوبي حجر! حتى انتهى به إلى ملإ بني إسرائيل فرأوه قومه عريانا في أجمل وأبهى ما خلق الله فأبرأه مما قالوا. ثم قام الحجر فأخذ ثياب فلبسه وطفق بالحجر ضربًا بعصاه حتى ندب الحجر من أثر الضرب وبذلك نزل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا"). ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: قصة حديث الرسول مع عثمان بن مظعون
الحياء حاجة مجتمعية
لقد حث العلماء المسلمين الفرد على التحلي بالحياء والأخلاق الحميدة لأنه يعد من الخصال النبيلة الضرورية واللازمة في حياة الفرد والمجتمع. كما أن الحياء يعد من الوسائل الأساسية والضرورية التي تساعد الشخص على مواجهة الأشخاص الخارجين عن القانون ومنعدمي الأخلاق.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات). ونبه النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين إلى ما يعصمهم من فتنة المسيح الدجال كما جاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: أن النبي قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال. قال مسلم: قال شعبة: من آخر الكهف، وقال همام: من أول الكهف). وخروج الدجال قبيل قيام الساعة في زمن المهدي وعيسى عليه السلام، وخروجه من أعظم علامات الساعة؛ لأنه فتنة عظيمة، ويسمى مسيحًا؛ لأن إحدى عينيه ممسوحة أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوما، ولفظة المسيح تطلق على الصديق، وهو عيسى عليه السلام، وعلى الضليل الكذاب وهو الأعور الدجال. لماذا سمي بالمسيح الدجال - موقع محتويات. فتنة للناس ويقول الدكتور علي جمعة، إن المقصود بالمسيح هنا المسيح الضال الذي يكون فتنة للناس، بما يجريه الله على يديه من خوارق للعادة، كإنزال المطر وإحياء الأرض، وأما مسيح الهدى فهو عيسى ابن مريم عليه السلام الذي سيأتي الكلام عليه. وأضاف أن الأحاديث التي تذكر الدجال بلغت حد التواتر، إلا أنه لم يذكر في القرآن، وقد أجاب ابن حجر على ذلك بأجوبة، فقال: (فقد أجاب على ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - بقوله: اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر، وعظم الفتنة به، وتحذير الأنبياء منه، والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة، وأجيب بأجوبة: أحدها: أنه ذكر في قوله تعالى:" يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا"، فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة رفعه: ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها.
لماذا سمي بالمسيح الدجال - موقع محتويات
انتهى. وفيما يتعلق بالجزء الثاني فراجع في ذلك الفتوى رقم: 9992. والله أعلم.
فإذا عُمِّر بيت المقدس بالمال والرجال والعقار واتسع بناؤه وزاد عن الحد المعروف، فإن ذلك سيكون سبباً في خراب يثرب ، ومعنى ذلك أن الكفار سيستولون على يثرب ويكون لهم صولة بحيث يحدث خراب فيها. وإذا حدث عمران بيت المقدس وخراب يثرب ؛ فإنه سيكون بعد ذلك خروج الملحمة، وهي الحرب العظيمة التي ستكون بين المسلمين والنصارى، وهي الموقعة التي ستكون بين أهل الشام والروم، كما ذكر شراح الحديث. وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وسيعقب ذلك فتح القسطنطينية التي هي من مدن الكفار، وسيعقب ذلك خروج الدجال، وكل واحد من هذه الأمور أمارة لما يقع بعده, المصدر:محاضرات الشيخ محمد صالح المنجد
لمتابعة السلسلة بالترتيب من هنا