ثم يعتبر بمن صار تحت التراب ، وانقطع عن الأهل والأحباب ، بعد أن قاد الجيوش والعساكر ، ونافس الأصحاب والعشائر ، وجمع الأموال والذخائر; فجاءه الموت في وقت لم يحتسبه ، وهول لم يرتقبه. فليتأمل الزائر حال من مضى من إخوانه ، ودرج من أقرانه الذين بلغوا الآمال ، وجمعوا الأموال; كيف انقطعت آمالهم ، ولم تغن عنهم أموالهم ، ومحا التراب محاسن وجوههم ، وافترقت في القبور أجزاؤهم ، وترمل من بعدهم نساؤهم ، وشمل ذل اليتم أولادهم ، واقتسم غيرهم طريفهم وتلادهم. وليتذكر ترددهم في المآرب ، وحرصهم على نيل المطالب ، وانخداعهم لمواتاة الأسباب ، وركونهم إلى الصحة والشباب. وليعلم أن ميله إلى اللهو واللعب كميلهم ، وغفلته عما بين يديه من الموت الفظيع ، والهلاك السريع ، كغفلتهم ، وأنه لا بد صائر إلى مصيرهم ، وليحضر بقلبه ذكر من كان مترددا في أغراضه ، وكيف تهدمت رجلاه. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة التكاثر - قوله تعالى ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر. وكان يتلذذ بالنظر إلى ما خوله وقد سالت عيناه ، ويصول ببلاغة نطقه وقد أكل الدود لسانه ، ويضحك لمواتاة دهره وقد أبلى التراب أسنانه ، وليتحقق أن حاله كحاله ، ومآله كمآله. وعند هذا التذكر والاعتبار تزول عنه جميع الأغيار الدنيوية ، ويقبل على الأعمال الأخروية ، فيزهد في دنياه ، ويقبل على طاعة مولاه ، ويلين قلبه ، وتخشع جوارحه.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة التكاثر - قوله تعالى ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر
بل هي حمى تفور ، على شيخ كبير ، تزيره القبور! قال: " فنعم إذا ". وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة ، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، أخبرنا حكام بن سلم الرازي ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن الحجاج ، عن المنهال ، عن زر بن حبيش عن علي قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت: ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر)ورواه الترمذي ، عن أبي كريب ، عن حكام بن سلم [ به] وقال: غريب. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا سلمة بن داود العرضي ، حدثنا أبو المليح الرقي ، عن ميمون بن مهران قال: كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز ، فقرأ: ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) فلبث هنيهة فقال: يا ميمون ، ما أرى المقابر إلا زيارة ، وما للزائر بد من أن يرجع إلى منزله. قال أبو محمد: يعني أن يرجع إلى منزله - إلى جنة أو نار. وهكذا ذكر أن بعض الأعراب سمع رجلا يتلو هذه الآية: ( حتى زرتم المقابر) فقال: بعث اليوم ورب الكعبة. أي: إن الزائر سيرحل من مقامه ذلك إلى غيره. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: حتى زرتم المقابرأي حتى أتاكم الموت ، فصرتم في المقابر زوارا ، ترجعون منها كرجوع الزائر إلى منزله من جنة أو نار. يقال لمن مات: قد زار قبره.
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) يعني: حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها؛ وفي هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر، لأن الله تعالى ذكره، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيدا منه لهم وتهدّدا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن عطية، عن قيس، عن حجاج، عن المنهال، عن زِرّ، عن عليّ، قال: كنا نشكّ في عذاب القبر، حتى نزلت هذه الآية: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ)... إلى: ( كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) في عذاب القبر. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن سلم، عن عنبسة، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن زِرّ، عن عليّ، قال: نزلت ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) في عذاب القبر. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن الحجاج، عن المنهال بن عمرو، عن زِرّ، عن عليّ، قال: ما زلنا نشكّ في عذاب القبر، حتى نزلت: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ).
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
أبو السائب مولى هشام بن زهرة عن المغيرة
( 1079) حدثنا أبو يزيد القراطيسي ، ثنا حجاج بن إبراهيم الأزرق ، ثنا إسماعيل بن جعفر ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن أبي السائب ، مولى هشام بن زهرة ، عن المغيرة بن شعبة " أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه ".
توفي الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة سنة
"مذكرة في أصول الفقه" (ص 152). 4. وأمر آخر يخص الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة ، وهو أنه كثير الزواج ، فأي حاجة
ليفعل الحرام ، وهو يجد من الحلال الكثير ؟!. الذهبي – رحمه الله -: " عن المغيرة بن شعبة قال: لقد تزوجت سبعين امرأة ، أو
أكثر. أبو
إسحاق الطالقاني: حدثنا ابن المبارك قال: كان تحت المغيرة بن شعبة أربع نسوة ،
قال: فصفهن بين يديه ، وقال: أنتن حسَنات الأخلاق ، طويلات الأعناق ، ولكني رجل
مطلاق ، فأنتن الطلاق. ابن
وهب: حدثنا مالك قال: كان المغيرة نكَّاحا للنساء ، ويقول: صاحب الواحدة إن مرضت
مرض ، وإن حاضت حاض ، وصاحب المرأتين بين نارين تشعلان ، وكان ينكح أربعا جميعاً ،
ويطلقهن جميعاً " انتهى.
" سير أعلام النبلاء " ( 3 / 31). 5. ومعروف غيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على حرمات الله ، وقوته في دينه ، ومعروف
ـ أيضا ـ تشدده مع ولاته ، وقد ولَّى المغيرةَ بعد تلك الحادثة إمرة " الكوفة "! ولو أنه ثبت عنده شبهة تلك المعصية فلعله لا يوليه ولاية قط ، وهذا يعني اقتناع عمر
بعدم حصول تلك الواقعة أصلاً ، أو اقتناعه بأنها كانت زوجته ، ولعل الثاني هذا هو
الأقرب. وبما قلناه يسقط السؤال من أصله ، وليس ثمة حاجة للبحث في حكم فعله رضي الله عنه ؛
لأن ذلك السؤال مبني على كون تلك المرأة أجنبية.
معلومات عن المغيره بن شعبه رضي الله عنه
محتويات
1 نسبه، ولادته، وفاته
2 في زمان رسول الله
3 بعد وفاة رسول الله
4 في زمان الخلفاء
5 عدائه للإمام علي (ع)
6 الهوامش
7 المصادر والمراجع
نسبه، ولادته، وفاته
المُغیرة بن شُعبة بن عامر بن مسعود من قبيلة ثقيف ، كنيته أبو عيسى أو أبو عبد الله. [1] ولد في السنة الثانية بعد البعثة النبوية. [2] وقد توفی في سنة 50 هـ. في زمان رسول الله
أسلم في سنة 5 هـ قبل عمرة وصلح الحديبيّة ، وشهد بيعة الرضوان ، وله فيها ذكر. [3] وفي سنة 9 هـ بعد أن دخلت قبيلة ثقيف الإسلام أمر النبي المغيرة وأبي سفيان بالذهاب إلى الطائف وتكسير صنم اللات هناك. [4]
بعد وفاة رسول الله
وفقا لما كتبه الشيخ المفيد أن المغيرة قد ساهم هو وبعض أصحابه في الغارة على بيت فاطمة الزهراء وأجبر الإمام علي على المبايعة
[5]
وفي کتاب الإحتجاج أنّ الإمام الحسن قال للمغيرة موبخاً له: وأنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله حتى أدميتها وألقت ما في بطنها. [6]
في زمان الخلفاء
قال البغويّ: كان أول من وضع ديوان البصرة. وقال ابن حبان: كان أول من سُلِّم عليه بالإمرة، ثم ولاه عمر الكوفة ، وأقره عثمان ثم عزله، فلما قُتل عثمان اعتزل القتال، ثم بايع معاوية بعد أن اجتمع الناس عليه، ثم ولاه بعد ذلك الكوفة فاستمرّ على إمرتها حتى مات سنة خمسين عند الأكثر، وقال زيد عن أبيه أنّ عمر استعمل المغيرة بن شُعبة على البحرين فأبغضوه فعزله، وعن ابن سيرين قال: كان يقول الرجل للرجل غضب عليك الله كما غضب عُمر على المُغيرة عزله عن البصرة فولاه الكوفة، وعن الشعبي قال: دُهاة العرب معاوية والمغيرة وعمرو بن العاص وزياد.
متوسطة المغيرة بن شعبة بتبوك
وفي الأحق بالإمامة: روى مسلم عن المغيرة بن شعبة، قال: أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع الناس الآخرة، فلما سلم عبدالرحمن بن عوف، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته، أقبل عليهم ثم قال: أحسنتم أو قد أصبتم، يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها. قال المغيرة: أردتُ أن أؤخر عبدالرحمن بن عوف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه، (معجم فقه السلف 2:5). وفي سجود السهو، فقد صلى المغيرة بن شعبة، فنهض في الركعتين ولم يجلس للتشهد الأول، فقيل له: سبحان الله فقال: سبحان الله، فلما انصرف قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع كما صنعت رواه أبو داود (معجم فقه السلف 2: 100). وفي الطلاق قبل الدخول، قد قضى المغيرة بن شعبة في امرأة عنين، فرّق بينهما بجميع الصداق، وفي هذا يقول زرارة بن أوفى: قضى الخلف، والراشدون المهديون: أنها إذا أغلق الباب، أو أرخى الستر، فقد وجب الصداق، (معجم فقه السلف 7: 18). وفي الولاية بالنكاح، خطب المغيرة بن شعبة، بنت عمة عروة بن مسعود، فأرسل إلى عبدالله بن أبي عقيل، فقال: زوجنيها، فقال: ما كنت لأفعل، أنت أمير البلد، وابن عمها، فأرسل المغيرة إلى عثمان بن أبي العاص، فزوجها منه، وأمر رجلاً أن يزوجه امرأة المغيرة أولى بها منه (معجم فقه السلف 7: 15).
الحمد لله. أولاً:
الصحابي الجليل " المغيرة بن شعبة " هو أحد أصحاب " بيعة الرضوان " الذين بايعوا
النبي صلى الله عليه
وسلم
تحت الشجرة ، والذين أثنى الله عليهم بالخير ، وأخبر أنه رضي عنهم ، قال تعالى: (
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي
قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً. وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا. وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)
الفتح/18 ، 19. قال
ابن كثير – رحمه الله -:
"
يخبر تعالى عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تحت
الشجرة ، وقد تقدم ذكر عدتهم ، وأنهم كانوا ألفا وأربعمائة ، وأن الشجرة كانت سمرة
بأرض " الحديبية ". وقوله: ( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) أي: من الصدق ، والوفاء ، والسمع ، والطاعة. (
فَأَنزلَ السَّكِينَةَ): وهي الطمأنينة ، ( عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا
قَرِيبًا): وهو ما أجرى الله على أيديهم من الصلح بينهم وبين أعدائهم ، وما حصل
بذلك من الخير العام المستمر المتصل بفتح خيبر ، وفتح مكة ، ثم فتح سائر البلاد ،
والأقاليم عليهم ، وما حصل لهم من العز ، والنصر ، والرفعة في الدنيا ، والآخرة ،
ولهذا قال: ( وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا
حَكِيمًا) " انتهى.
ثانياً:
أما
من حيث الحكم الشرعي ابتداءً: فإن مقدمات الزنى من الفواحش ، وقد سمَّاها الشرع "
زنى " ، لكن الزنى الذي تترتب عليه الأحكام ، ويوجب الحدود: هو زنى الفرج ، لا زنى
الأعضاء الأخرى. روى البخاري ( 6243) ومسلم ( 2657) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى
ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ ، فَزِنَا
الْعَيْنِ النَّظَرُ ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى
وَتَشْتَهِي ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ ، وَيُكَذِّبُهُ). نهى الله تعالى عن مقدمات الزنى ، فقال:
( وَلاَ
تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) الإسراء/32 ، وقال: ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) الأنعام/151. وللحاكم إن ثبت عنده فعل أحد من المسلمين مثل تلك المقدمات أن يعزره بما يراه
مناسباً لحاله ، وفعله ، فليس في تلك الأفعال حدود ، بل فيها التعزير. وينظر
النقل في ذلك عن الأئمة ، مع شيء من التفصيل في أصل المسألة: جواب السؤال رقم: (
27259). والله
أعلم