موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما
تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر
المصدر.
- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٦
- سبح لله مافي السموات ومافي الارض وهو العزيز الحكيم دام ظله
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٦
ويحتمل ثامنا: يريد به أنه ذو نفور وحمية ، مأخوذ من قولهم لفلان كبد ، إذا كان شديد النفور والحمية. وفيمن أريد بالإنسان ها هنا قولان:
أحدهما: جميع الناس. الثاني: الكافر يكابد شبهات. أيحسب أن لن يقدر عليه أحد فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: أيحسب الإنسان أن لن يقدر عليه الله أن يبعثه بعد الموت ، قاله السدي. الثاني: أيحسب الإنسان أن لن يقدر عليه أحد بأخذ ماله ، قاله الحسن. الثالث: أيحسب أن لن يذله أحد ، لأن القدرة عليه ذل له. يقول أهلكت مالا لبدا فيه وجهان: [ ص: 277]
أحدهما: يعني كثيرا. تفسير لقد خلقنا الانسان في كبد تفسير ابن كثير. الثاني: مجتمعا بعضه على بعض ، ومنه سمي اللبد لاجتماعه وتلبيد بعضه على بعض. ويحتمل ثالثا: يعني مالا قديما ، لاشتقاقه من الأبد ، أو للمبالغة في قدمه من عهد لبد ، لأن العرب تضرب المثل في القدم بلبد ، وذكر قدمه لطول بقائه وشدة ضنه به. وقيل إن هذا القائل أبو الشد الجمحي ، أنفق مالا كثيرا في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصد عن سبيل الله ، وقيل بل هو النضر بن الحارث. وهذا القول يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون استطالة بما أنفق فيكون طغيانا منه. الثاني: أن يكون أسفا عليه ، فيكون ندما منه. أيحسب أن لم يره أحد فيه وجهان:
أحدهما: أن لم يره الله ، قاله مجاهد.
الثاني: أن لم يره أحد من الناس فيما أنفقه ، قاله ابن شجرة. ويحتمل وجها ثالثا: أيحسب إن لم يظهر ما فعله أن لا يؤاخذ به ، على وجه التهديد ، كما يقول الإنسان لمن ينكر عليه فعله ، قد رأيت ما صنعت ، تهديدا له فيكون الكلام على هذا الوجه وعيدا ، وعلى ما تقدم تكذيبا. وهديناه النجدين فيهما أربعة تأويلات: أحدها: سبيل الخير والشر ، قاله علي رضي الله عنه والحسن. الثاني: سبيل الهدى والضلالة ، قاله ابن عباس. الثالث: سبيل الشقاء والسعادة ، قاله مجاهد. الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٦. الرابع: الثديين ليتغذى بهما ، قاله قتادة والربيع بن خثيم. [ ص: 278]
قال قطرب: والنجد هو الطريق المرتفع ، فأرض نجد هي المرتفعة ، وأرض تهامة هي المنخفضة. ويحتمل على هذا الاشتقاق خامسا: أنهما الجنة والنار ، لارتفاعهما عن الأرض.
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قوله تعالى {سبح لله ما في السماوات والأرض} أي مجد الله ونزهه عن السوء. وقال ابن عباس: صلى لله {ما في السموات} ممن خلق من الملائكة {والأرض} من شيء فيه روح أولا روح فيه. وقيل: هو تسبيح الدلالة. وأنكر الزجاج هذا وقال: لو كان هذا تسبيح الدلالة وظهور آثار الصنعة لكانت مفهومة، فلم قال {ولكن لا تفقهون تسبيحهم}[الإسراء: 44] وإنما هو تسبيح مقال. واستدل بقوله تعالى {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن} [الأنبياء: 79] فلو كان هذا تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود ؟! قلت: وما ذكره هو الصحيح، وقد مضى بيانه والقول فيه في الإسراء عند قوله تعالى {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} [الإسراء: 44] {وهو العزيز الحكيم}. قوله تعالى {له ملك السماوات والأرض} أي أنفرد بذلك. والملك عبارة عن الملك ونفوذ الأمر فهو سبحانه الملك القادر القاهر. وقيل: أراد خزائن المطر والنبات وسائر الرزق. {يحي ويميت} يميت الأحياء في الدنيا ويحي الأموات للبعث. وقيل: يحيي النطف وهي موات وحيث الأحياء. وموضع {يحيي ويميت} رفع على معنى وهو يحي ويميت. ويجوز أن يكون نصبا بمعنى {له ملك السموات والأرض} محييا ومميتا على الحال من المجرور في {له} والجار عاملا فيها.
سبح لله مافي السموات ومافي الارض وهو العزيز الحكيم دام ظله
خالد الغامدي - سبح لله مافي السموات ومافي الارض وهو العزيز الحكيم - YouTube
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) مدنية في قول الجميع ، وهي تسع وعشرون آية عن العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بالمسبحات قبل أن يرقد ويقول: إن فيهن آية أفضل من ألف آية ، يعني بالمسبحات: ( الحديد) و ( الحشر) و ( الصف) و ( الجمعة) و ( التغابن). بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم قوله تعالى: سبح لله ما في السماوات والأرض أي: مجد الله ونزهه عن السوء. وقال ابن عباس: صلى لله ما في السماوات ممن خلق من الملائكة والأرض من شيء فيه روح أو لا روح فيه. وقيل: هو تسبيح الدلالة. وأنكر الزجاج هذا وقال: لو كان هذا تسبيح الدلالة وظهور آثار الصنعة لكانت مفهومة ، فلم قال: ولكن لا تفقهون تسبيحهم وإنما هو تسبيح مقال. واستدل بقوله تعالى: وسخرنا مع داود الجبال يسبحن فلو كان هذا تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود ؟! قلت: وما ذكره هو الصحيح ، وقد مضى بيانه والقول فيه في ( سبحان) عند قوله تعالى: وإن من شيء إلا يسبح بحمده وهو العزيز الحكيم