ثم بعد ذلك أبحث عن الأسباب لماذا أنا مقصر، قطعاً هذا التغير له أسبابه، فأتمنى أيضاً أن تحصر الأسباب التي أدت بك إلى ذلك وتحاول التخلص منها، والاجتهاد في ذلك. ثالثاً: عليك بالمعينات والمرغبات والمساعدات، وعلى رأس هذه المعينات الصحبة الصالحة، فأنا أرى أنك لم تتطرق للصحبة رغم أنها دوره عظيم، فأرى أن تعيد اتصالك بإخوان الصالحين في المساجد وفي المدارس وفي المؤسسات الكبرى التي يوجد بها الشباب المسلم، حاول أن تربط نفسك بإخوانك الصالحين، واجتهد في أن تكون فعلاً معهم معظم الوقت حتى تضيق منافذ الشيطان إلى قلبك؛ لأن الشات هذا يحتاج إلى وقت وهو قاتل من قتلة الوقت الذين يدمرون عمر الإنسان بسهولة ويسر وهو لا يدري. فتور العبادة. فأنت تحتاج إلى الصحبة الصالحة التي تأخذ وقتك كله في طاعة الله، وبذلك تضيق عليك الفترات التي كنت تقضيها في الشات تقل جدّاً؛ لأن الشات معصية يترتب عليها حرمانك أيضاً من أعمال صالحة لأن هذه المعاصي تدخل إلى القلب مباشرة لأنها تأتي عن طريق العين. فاجتهد في ترك الشات أيضاً ابتغاء مرضاة الله تعالى، تأخذ قراراً بأنه لابد من تغيير واقعك، ولن يتغير واقعك إلا إذا قمت أنت بهذا التغيير تلقائياً، يذهب معك والدك، هذه مسائل أخرى، ولكن المهم أنت لابد أن تبدأ بعملية التغيير وحدك، وينبغي أن تقول لنفسك لن أعود للأغاني مرة أخرى، وكذلك الشات إذا كان الجهاز موجوداً في غرفتك حاول أن تخرجه في الصالة أو بعيداً عن غرفتك خاصة حتى تقمع نفسك وشهواتك وشيطانك الذي يزين لك قضاء وقتك وتضييعه في هذه الأشياء التي لا تسمن ولا تغن من جوع.
فتور العبادة
وإن بدأت بنصيبك من الدنيا فاتك نصيبك من الآخرة وأنت من الدنيا على خطر". ثالثا: طول الأمل
طول الأمل مفسد للقلب؛ فإن من طال أمله نسي الآخرة، وسوَّف في التوبة، ورغب في الدنيا، وكسل عن الطاعة، وأسرع للمعصية؛ فيقسو قلبه لأن رقة القلب بتذكر الموت والقبر والجنة والنار، وطويل الأمل لا يذكر هذه الأشياء. قال علي: "إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة". وفي الأثر: "أربعة من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا". رابعا: الابتعاد عن العلم الشرعي وخاصة بالكتب التي تقسي القلب وتشتت الفكر ككتب الفلسفة، وكذلك قصص الحب الساقطة، والمجلات الخليغة، وقد يصاب بقسوة القلب من يكثر من الجدال والمراء، وقراءة كتب أهل البدع والخلاف وترك كتب الرقائق ككتب ابن القيم وابن رجب وغيرهم.. وخير ما يستفاد منه قوة الإيمان كتاب الله ثم مدارسة السنة والسيرة ثم قصص الصالحين وأحوالهم. خامسا: عدم وجود القدوة فالقدوة الصالحة لها أثر حي وفعال في قلوب المشاهدين، ولذلك كانوا ينصحون بملازمة أهل الصلاح والورع، وعندما مات أعظم قدوة في الدنيا قال الصحابة: ما هي إلا أن واريناه التراب حتى أنكرنا قلوبنا، وكانوا كالغنم في الليلة الشاتية المطيرة، مع كونهم كلهم قدوات يقتدى بهم، وكلام ابن القيم عن ابن تيمية مشهور معروف.
3- ومن حديث زينب الحرص على النشاط في العبادة وأنه إذا فتر قعد حتى يذهب الفتور. 4- وإزالة المنكر باليد لمن تمكن منه. 5- وجواز تنفل المرأة في المسجد، فإنها كانت تصلي النافلة فيه فلم ينكر عليها. 6- ومن حديث الحولاء كراهة التشديد على النفس في العبادة، وأخذ منه بعضهم كراهة قيام الليل كله. قال النووي. مذهبنا ومذهب جماعة أو الأكثرين أن صلاة جميع الليل مكروهة، وعن جماعة من السلف: أنه لا بأس به، وهو رواية عن مالك إذا لم ينم عن الصبح. لكن نقل الحافظ ابن حجر: أن الشافعي سئل عن قيام جميع الليل فقال: لا أكرهه إلا لمن خشي أن يضر بصلاة الصبح. فالشافعي بهذا الجواب يوافق ما نقل عن مالك. ولا أظن خلافًا وقع بين العلماء في كراهة قيام الليل كله لمن يغلبه النوم عن الصبح. وإنما الخلاف في قيامه كله مع المحافظة على الصبح، فمن كرهه فللتشدد في الدين. 7- وفي الحديث الأخير الحث على الإقبال على الصلاة بخشوع وفراغ قلب ونشاط. 8- وفيه أمر الناعس بالنوم أو نحوه مما يذهب عنه النعاس، قال النووي: وهذا عام في صلاة الفرض والنفل في الليل والنهار، وهذا مذهبنا ومذهب الجمهور، لكن لا يخرج فريضة عن وقتها، وحمله مالك وجماعة على نفل الليل خاصة.