ومن هذا القبيل الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان: قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم: " إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم ، وتلين له أشعاركم وأبشاركم ، وترون أنه منكم قريب ، فأنا أولاكم به ، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم ، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم ، وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه ". هذا إسناد صحيح ، وقد أخرج مسلم بهذا السند حديث: " إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم ، افتح لي أبواب رحمتك. وما توفيقي إلا بالله. وإذا خرج فليقل: اللهم ، إني أسألك من فضلك ". ومعناه ، والله أعلم: مهما بلغكم عني من خير فأنا أولاكم به ، ومهما يكن من مكروه فأنا أبعدكم منه ، ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم [ عنه]). وقال قتادة ، عن عزرة عن الحسن العرني ، عن يحيى بن الجزار ، عن مسروق ، أن امرأة جاءت ابن مسعود قالت أتنهى عن الواصلة ؟ قال: نعم. فقالت [ المرأة]: فلعله في بعض نسائك ؟ فقال: ما حفظت إذا وصية العبد الصالح: ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه). وقال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير ، عن أبي سليمان العتبي قال: كانت تجيئنا كتب عمر بن عبد العزيز فيها الأمر والنهي ، فيكتب في آخرها: وما كانت من ذلك إلا كما قال العبد الصالح: ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
وما توفيقي إلا بالله
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) يقول لهم أرأيتم يا قوم ( إن كنت على بينة من ربي) أي: على بصيرة فيما أدعو إليه ، ( ورزقني منه رزقا حسنا) قيل: أراد النبوة. وقيل: أراد الرزق الحلال ، ويحتمل الأمرين. وقال الثوري: ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) أي: لا أنهاكم عن شيء وأخالف أنا في السر فأفعله خفية عنكم ، كما قال قتادة في قوله: ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) يقول: لم أكن لأنهاكم عن أمر وأركبه ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) أي: فيما آمركم وأنهاكم ، إنما مرادي إصلاحكم جهدي وطاقتي ، ( وما توفيقي) أي: في إصابة الحق فيما أريده ( إلا بالله عليه توكلت) في جميع أموري ، ( وإليه أنيب) أي: أرجع ، قاله مجاهد وغيره. وما توفيقي إلا بالله - طريق الإسلام. قال الإمام أحمد: حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا أبو قزعة سويد بن حجير الباهلي ، عن حكيم بن معاوية ، عن أبيه: أن أخاه مالكا قال: يا معاوية ، إن محمدا أخذ جيراني ، فانطلق إليه ، فإنه قد كلمك وعرفك ، فانطلقت معه فقال: دع لي جيراني ، فقد كانوا أسلموا.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب – تجمع دعاة الشام
ثُمَّ من توفيقِ اللهِ تعالى للعبدِ أنَّه يُعينَه على العملِ، بعدَ أن أرشدَه إلى العلمِ، فهل تجدُ في نفسِكَ حبَّاً للعملِ الصَّالحِ والإيمانِ، وكُرهً للكفرِ والفُسوقِ والعِصيانِ؟، إذا كانَ الجوابُ: نعم، فأنتَ ممن وفَّقكَ اللهُ العزيزُ الرَّحمنُ، يقولُ تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ). وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. قالَ ابنُ القيِّمِ رحمَه اللهُ في تفسيرِ هذه الآيةِ: (يُخاطبُ اللهُ جَلَّ وعَلا عبادَه المُؤْمِنِينَ، فيقولُ: لولا تَوفيقي لَكُمْ لما أَذْعَنَتْ نُفُوسُكمْ لِلإيمانِ، فلم يَكنِ الإيمانُ بمشورتِكم وتَوفيقِ أَنفسِكم، ولكنِّي حَببتُه إليكم وزيَّنتُه في قُلوبِكم، وكرَّهتُ إليكم ضِدَّهُ الكُفرَ والفُسوقَ).. يا اللهُ.. كلماتٌ ومعاني عظيمةٌ. ولذلكَ ترى أنَّ هناكَ من يعصمْهُم اللهُ تعالى عن معصيتِه توفيقاً وتَسديداً، ويُعينُهم على طاعتِه تثبيتاً وتأييداً، ومِثالُ ذلكَ يوسفُ عندما تعرَّضَ لوسائلِ الإغراءِ، جاءَه العونُ والتَّثبيتُ من السَّماءِ، توفيقاً وفضلاً من اللهِ ربِّ العالمينَ، (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).
وما توفيقي إلا بالله - طريق الإسلام
4- الدلالة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: (لن يدخل أحدًا عملُه الجنةَ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة).
هو مقاتلٌ لا يُشقُّ له غبار، من أعلى العراق جاء، على رأس عشرة آلاف قدِم مسرعًا، لم يكترث بالطريق الوعر المخيف قليل الماء، مفازةً مهلكةً قطعها متوكلًا على ربه مع تدبيرٍ وبراعةٍ ليصل قبل فوات الأوان، وقد كان.. كان حقًا قائدًا بالغ الفطنة، فائق البراعة. انضمّ إلى باقي الجيوش المجتمعة، فصارت جيشًا واحدًا، قاده هو، فالهزيمة لها ما بعدها لكلا الفئتين، نظمَّ، عبأ، خطط، و.. وبدأ القتال، وبرغم كل ما فعلوه؛ انكشف المسلمون بعد الهجمة الأولى، كانت أعداد الروم هائلةً بالنسبة إليهم، "إلى أين يا حماة الإسلام وطلاب الشهادة! "، هكذا صاحت النساء ، فنساؤهم لونٌ ءاخرٌ من دونه النساء، "قاتلت رسول الله في كل موطنٍ وأفرُّ اليوم! من يبايع على الموت ؟"، هكذا صاح أحد الرجال، بايعه أربعمائة ، صدموا الروم، صدوهم غير حافلين بما أصابهم، قُتل من الأربعمائة خلقٌ، وأُثخن الباقون بالجراح، وأفلحت الكرة الثانية، وهُزم الروم شر هزيمة... وما توفيقي إلا بالله. ما كان هذا؟!... إنه التوفيق.
ومن توفيقِ اللهِ على العبدِ أن يَصبَّ عليه الخيرَ صبَّاً، وتهبُّ عليه رياحُ الرِّضا هبَّاً، فلا تجدُه إلا راضيَّاً بقضاءِ الحكيمِ، مُستبشراً بالغيبِ حُسنَ ظَنٍّ بالكريمِ، يعلمُ أنَّ ما أخطأهُ لم يكنْ ليصيبَه، وما أصابَه لم يكن ليُخطئهُ، ويعلمُ أنَّ النَّصرَ مع الصبرِ، وأنَّ الفرجَ مع الكربِ، وأنَّ مع العُسرِ يُسراً، فهو في يحيا حياةً مُختلفةً، كلَّ ما فيها جميلٌ وحَسَنٌ، وهل يأتي من اللهِ تعالى إلا الحَسنُ. ومن توفيقِ اللهِ تعالى للعبدِ أنَّه إذا عاشَ على التَّوفيقِ ماتَ على التَّوفيقِ، فعَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ)، فَقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: (يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ).. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب – تجمع دعاة الشام. ذلكَ فضلُ اللهِ يؤتيهِ من يشاءُ، وصدقَ اللهُ: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المسلمينَ من كلِّ ذَنبٍ فاستغفروهُ، إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
ذات صلة تعريف التوحيد وأقسامه بحث عن توحيد الله
تعريف التوحيد
يعتبر التَّوحيد بوابة دخول الإسلام في الدُّنيا وسببٌ للنَّجاة في الآخرة ، وفي الُّلغة يعرَّف التَّوحيد بأنَّه:
الحكم بأنَّ الشَّيء واحدٌ. [١]
العلم بأنَّه واحدٌ. [١]
جعل الشَّيء واحداً. [٢]
نفي التَّشبيه عن الواحد. [٣]
نفي التَّشبيه عن ذات المُوحَدِ وصفاته. ص3 - كتاب مذكرة التوحيد - مقدمة في تعريف التوحيد وبيان الحكم وأقسامه - المكتبة الشاملة. [٣] ويعرَّف التَّوحيد في الاصطلاح بما يأتي:
إفراد الله -تعالى- بما أمرنا به، وبما هو حقٌ له في ربوبيَّته وألوهيَّته وأسمائه وصفاته، فلا شريك له ولا نظير. [٤]
"إفراد الله بالربوبيَّة وما له من الأسماء والصِّفات، والإخلاص له في الألوهيَّة والعبادة"، [٥] فالتَّوحيد في الاصطلاح يقوم على إفراد الله -تعالى- بما هو حقُّه في الربوبيَّة والألوهيَّة والأسماء والصِّفات، ونفيها عمَّن نسبها لنفسه أو نُسبت إليه من المخلوقات. أقسام التوحيد
تم تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسامٍ، والهدف من هذا التقسيم تبسيط المعلومة، وهي على النَّحو الآتي:
توحيد الربوبيَّة يتعلق هذا التوحيد باعتقاد أنّ كل الكون يُسيّره ويدبّر أمره الله تعالى، وهذا يشمل حركة الكواكب، ونزول الأمطار، وإخراج النبات، فكل هذه الأمور لا يدبّرها إلا الله تعالى، وإذا نسب العبد التدبير في هذه الأمور لغير الله تعالى فقد أخلّ بتوحيد الربوبية.
تعريف التوحيد وأقسامه
والعبادة أنواع، والعبادة يفعلها العبد، والله جل وعلا هو المستحق للألوهة وللعبادة؛ يعني هو ذو الألوهة وهو ذو العبادة على خلقه أجمعين. توحيد الألوهية هو توحيد الله بأفعال العبد؛ أفعالك متنوعة التي تفعلها تقربا، فإذا توجّهت بها لواحد-لواحد وهو الله جلّ وعلا- كنت موحّدا توحيد الإلهية، فإذا توجه العبد بها لله ولغيره، كان مشركا في هذه العبادة. والنوع الثالث من التوحيد توحيد الأسماء والصفات: ومعناه أن يعتقد العبد أن الله جلّ وجلاله واحد في أسمائه وصفاته لا مُماثل له فيهما، وإن شَرِك بعضُ العباد اللهَ جل وعلا في أصل بعض الصفات؛ لكنهم لا يَشْرَكونه جل وعلا في كمال المعنى؛ بل الكمال فيها لله وحده دون من سواه؛ فمثلا المخلوق قد يكون عزيزا، والله جل جلاله هو العزيز، له؛ للمخلوق من صفة العِزّة ما يناسب ذاته الحقيرة، الوضيعة، الفقيرة، والله جلّ وعلا له من كمال هذه الصفة منتهى ذلك، ليس له فيها مثيل، وليس له فيها مشابه على الوجه التام؛ قال جل وعلا ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11].
01- تعريف التوحيد وأقسامه/كتاب التوحيد/ابن عثيمين/مشروع كبار العلماء - Youtube
[١٦]
التَّوحيد أصلٌ لكلِّ خيرٍ في الدُّنيا والآخرة، وبدون التَّوحيد يفقد الإنسان كلَّ خيرٍ عمله. [١٧]
جميع ما يقوم به العبد من الأقوال والأعمال الحسنة النَّافعة يتوقَّف قبولها على تحقيق التَّوحيد. يُسَهِّل على العبد فعل الخير وترك المنكرات. [١٨] أمَّا آثار التَّوحيد فهي كثيرةٌ، ومنها ما يأتي: [١٨]
التَّوحيد سببٌ في دفع النقم وسببٌ في رفع كربات الدُّنيا والآخرة. السَّبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه. مَن حقَّق التَّوحيد دخل الجنَّة. يحصل لصاحبه الهدى والكمال والأمن التَّام في الدُّنيا والآخرة. المراجع ^ أ ب الشريف الجرجاني، التعريفات ، صفحة 69. بتصرّف. ↑ محمد قلعجي، معجم لغة الفقهاء ، صفحة 150. بتصرّف. تعريف التوحيد وأقسامه. ^ أ ب حمد الحريقي، التوحيد وأثره في حياة المسلم ، صفحة 9. بتصرّف. ↑ عبد القادر عطا صوفي، المفيد في مهمات التوحيد ، صفحة 11. بتصرّف. ↑ آمال بنت عبد العزيز العمرو، الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية ، صفحة 20. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب تطهير الجنان والقواعد الأربع ومنهج السالكين ، صفحة 13-16. بتصرّف. ↑ آمال بنت عبد العزيز العمرو، الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية ، صفحة 26.
ص3 - كتاب مذكرة التوحيد - مقدمة في تعريف التوحيد وبيان الحكم وأقسامه - المكتبة الشاملة
[٨]
أمَّا توحيد الأسماء والصفات فهو شامل لتوحيد الربوبية والأُلوهية، ويقوم على إفراد الله بأسمائه وصفاته التي لا تنبغي لأحدٍ غيره. [٧]
أهمية التوحيد
أمر الله -تعالى- عباده بالتوحيد في آيات القرآن الكريم ، واستمرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بدعوة قومه إلى توحيد الله على مدى ثلاث وعشرين سنة، فالتوحيد من حقوق الله -تعالى- على عباده، وعلى جميع الناس تأدية هذا الحق بالتوجه إلى الله -تعالى- وحده بالدعاء، والخوف، والرجاء، والاستغاثة، وسائر العبادات. [٩]
وأن يحذروا كل الحذر من مناجاة أصحاب القبور أو الأولياء والأنبياء، فالعبادة هي اسم جامع لجميع ما يُحبه الله -تعالى- ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، وقد أرسل الله -تعالى- الرسل من نوح -عليه السلام- إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- بدعوة التوحيد. [٩]
ومن أجلها خلق الله -تعالى- العباد، وكلما زادت معرفة العبد بالله كانت عبادته أكمل، ولا تكون العبادة من دون التوحيد، فالتوحيد فطرة الله -تعالى- التي فطر الناس عليها، ولا يخالف هذه الفطرة إلا من عرض لفطرته عارض فأفسدها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: (كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُمَجِّسانِه، كمثلِ البَهِيمَةِ تُنْتِجُ البَهِيمَةَ، هل ترى فيها جَدْعَاءَ).
التوحيد لغة: مصدر وحّد أي: أفرد. و شرعاً: إفراد الله تعالى بالربوبية و الإلوهية و الأسماء والصفات. وبيان ذلك: أن يقرّ ب أن الله تعالى الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لجميع
الأمور ، و أن يَصرِفَ جميع أنواع العبادة لله تعالى وحده لا شريك له ، و أن يثبت
له سبحانه ما أثبته لنفسه من صفات الكمال ، وينفي عنه ما نفاه عن نفسه من صفات النقص. يتبين من خلال التعريف أن التوحيد ثلاثة أقسام:
توحيد الربوبية. توحيد الإلوهية. توحيد الأسماء والصفات. وقد دلّ الدليل على هذه الأقسام ، كما جاء في سورة الفاتحة. و أصل البشرية أنهم على التوحيد، فقد فطر الله تعالى الناس على التوحيد كما قال سبحانه: ( فأقم وجهك لدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله:"مَا مِنْ مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسانِهِ (. فالبشرية الأولى كانت على التوحيد ، ولم تقارف الشرك إلا بعد قرون. فالشرك أمر عارض ناشئ عن تزيين الشياطين وتأثير الوالدين ونحوهم. قال تعالى: ( كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين)
قال ابن عباس رضي الله عنهما:)كان بين نوح و آدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق(.