تاريخ النشر: الإثنين 24 ذو الحجة 1421 هـ - 19-3-2001 م
التقييم:
رقم الفتوى: 1795
1044986
1
1460
السؤال
هل الأكل والشرب ينقض الوضوء؟ وما هي النواقض؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الأكل والشرب، ليسا من نواقض الوضوء، ما لم يكن المأكول لحم إبل؛ وذلك لأن نواقض الوضوء محصورة في ثمانية أمور بالاستقراء، بعضها متفق عليه، وبعضها مختلف فيه، وهي:
1- الخارج من السبيلين، قليلًا كان أو كثيرًا، طاهرًا أو نجسًا؛ لقوله تعالى: أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ {النساء:43}، ولقوله صلى الله عليه وسلم: فلا ينصرف؛ حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا. متفق عليه. 2- سيلان الدم الكثير، أو القيح، أو الصديد، أو القيء الكثير، كما يرى الحنفية، والحنابلة؛ لما رواه الإمام أحمد، والترمذي من أنه صلى الله عليه وسلم قال: من أصابه قيء، أو رعاف، أو قلس، أو مذي، فليتوضأ. نواقض الوضوء عند النساء مكتوبه. أخرجه ابن ماجه. والراجح عدم النقض؛ لضعف الحديث. 3- زوال العقل بجنون، أو تغطيته بسكر، أو إغماء، أو نوم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ا لعين وكاء السه، فمن نام، فليتوضأ، " رواه أحمد، وابن ماجه بإسناد حسن، ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا، من جالس، أو قائم، فلا ينقض حينئذ؛ لقول أنس: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يصلون، ولا يتوضؤون.
نواقض الوضوء عند النساء في
الثاني- زوال العقل بجنون أو إغماء أو نوم إلا النوم قاعداً ممكِّناً مقعده من مقره كالأرض، وظهر دابة سائرة، وإن كان مستنداً إلى شيء بحيث لو زال، لسقط. الثالث- التقاء بشرتي الرجل والمرأة ولو ميتة، عمداً أو سهواً. وينتقض اللامس والملموس، ولا ينقض صغير أو صغيرة لا تشتهى، ولا ينقض شعر وسن وظفر، ومحرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة، أي المحرَّمات بصفة التأبيد، لا المؤقتة كأخت الزوجة فإنها تنقض الوضوء. الرابع- مس قبل الآدمي، وحلقة دبره، بباطن الكف. ولا ينتقض الممسوس. وينقض فرج الميت والصغير، ومحل الجَبِّ كله لا الثقبة فقط، والذكر المقطوع. نواقض الوضوء عند النساء ماهر المعيقلي. ولا ينقض فرج البهيمة، ولا المس برأس الأصابع وما بينها. رابعاً- مذهب الحنابلة:
نواقض الوضوء ثمانية أنواع:
أحدها- الخارج من السبيلين، إلا ممن حدثه دائم، فلا يبطل وضوءه، وينقضه ولو كان الخارج ريحاً من قُبُل أنثى أو من ذكر، أو قطناً أو ميلاً أو دهناً أو حقنة أدخل فيهما، أو ظهر طرف مصران أو رأس دودة، أو منياً لرجل أو امرأة استدخلته امرأة في فرجها ثم خرج. الثاني- خروج النجاسات من بقية البدن: فإن كانت النجاسة غائطاً أو بولاً، نقض ولو قليلاً، من تحت المعدة أو فوقها، انسد المخرجان أم بقيا مفتوحين، وإن كانت النجاسة غير الغائط والبول، كالقيء والدم والقيح ودود الجراح لم ينقض إلا كثيرها: وهو ما فحش في نفس كل أحد بحسبه.
نواقض الوضوء عند النساء ماهر المعيقلي
وقال مالك وأحمد في إحدى الروايتين: ينقض كثير النوم بكل حال دون قليله. وحكاه ابن المنذر عن الزهري وربيعة والأوزاعي. وقال أبو حنيفة وداود: إن قام على هيئة من هيئات المصلي، كالراكع والساجد، والقائم والقاعد: لم ينتقض وضوؤه، سواء كان في الصلاة أم لا، وإن نام مستلقيا أو مضطجعا أو مستندا إلى شيء: انتقض. وذكر النووي أن الصحيح من مذهب الشافعي: أن النائم الممكن مقعده من الأرض أو نحوها ـ كالكرسي مثلا ـ لا ينتقض وضوؤه، وغيره ينتقض، سواء كان في صلاة أو غيرها، وسواء طال نومه أم لا. نواقض الوضوء عند النساء في. والراجح: أن النوم اليسير لا ينقض، وأن نوم المتمكن لا ينتقض، وأن النوم بهيئة المصلي: لا ينقض وإن طال النوم وغَطَّ فيه، كما بينت ذلك صحاح الأحاديث. فقد روى مسلم في صحيحه عن أنس قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يصلون، ولا يتوضأون. ورواه أبو داود بإسناد صحيح، وفيه: ينامون حتى تخفق رؤوسهم. وفي رواية للبيهقي عن أنس قال: لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوقظون للصلاة، حتى إني لأسمع لأحدهم غطيطا (شخيرا) ثم يقومون فيصلون ولا يتوضأون. وروى مسلم عن أنس قال: أقيمت صلاة العشاء، فقال رجل: لي حاجة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يناجيه، حتى قام القوم، أو بعض القوم، ثم صلوا.
ارسل ملاحظاتك
ارسل ملاحظاتك لنا
الإسم
Please enable JavaScript. البريد الإلكتروني
الملاحظات
على المسلم أن يعلم أنّ فوات العبادة الواجبة عليه ليس بالأمر الهَيِّن؛ وذلك بسبب ما يترتّب عليه بعد ذلك من الإثم إذا كان فواتها بغير عُذر، فهي مُتعلّقةٌ في ذمّته، وقضاؤها واجب باتِّفاق العلماء جميعهم؛ سواءً كان فواتها خطأً، أو سَهواً، أو عَمداً بعُذرٍ، أو بغيره، وفي هذا المقال سنتحدث عن صيام القضاء وحكم تأخير قضاء رمضان وهل يجوز التصدق بدل القضاء وغيرها من المواضيع المتعلقة في صيام القضاء. ما هو صيام القضاء؟
يعرف القضاء لغةً بأنه الأداء والحكم، أما اصطلاحاً يعني أن يفعل المرء الأمر الواجب عليه بعد فوات الوقت، وقضاء الصيام يعني أن يصوم المسلم الأيام التي أفطرها في شهر رمضان الكريم وذلك بعد انتهائه، وهو واجب على كل مسلم فاته صوم من رمضان، فعليه أن يقضيه فهو معلق في ذمته، كما يجب القضاء في الوقت الذي يُباح فيه التطوُّع بالصيام؛ فكلّ وقتٍ أُبيح فيه الصيام تطوُّعاً، أُبيح صيام القضاء فيه، ومن ذلك جواز القضاء يوم الشكّ؛ لصحّة التطوُّع فيه، وعلى ذلك لا يصحّ قضاء الصيام في الأيّام المَنهيّ عن صيامها، كأيّام العيد. هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء؟
أجمع أهل العلم على أنه يجب على كل مسلم أفطر يوماً أو أياماً بسبب أي عذر أو امرأة أفطرت بسبب حيضها قضاء هذه الأيام، فهو قضاء واجب عليه تنشغل به ذمته، ولا يجوز إخراج الفدية بدل من الصيام إلا إذا كان الشخص الذي أفطر مصاب بمرض مزمن فيمكنه إخراج كفارة بإطعامه مسكين عن كل يوم، حيث قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (التباغن: 16).
هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء – المنصة
هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء على المسلم؟.
هل يجوز دفع نقود بدل قضاء الصيام؟ - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
حكم تأخير قضاء رمضان
اتفق علماء الفقه الأربعة على وجوب القضاء قبل قدوم رمضان الذي يليه، لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت "كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ"، بالتالي فإن التأخير بدون عذر أو ظروف تتطلب التأخير من قبل الشخص الذي عليه أيام يعتبر تهاوناً وتساهلاً ويتطلب التوبة إلى الله وطلب المغفرة، كما يجب القضاء على من يقدر أن يقضيه، فإن كان الشخص مريضاً ولم يشفى ومات وعليه رمضان فلا شيء عليه. وإن أوصى أن يطعم فيتم تنفيذ وصيته من ثلث ماله، والإطعام في حالته غير واجبة، وإن كان مريضاً وشفي وكان له القدرة على الصيام ولم يصم ثم مات، فيجب عليه أن يوصى بالفدية، لأن القضاء في حالته واجبة، ولكنه قصر وتهاون فيها. الفورية في القضاء
اتفق علماء الفقه الأربعة على أنه لا يجب على المسلم قضاء الصيام فور انتهاء رمضان، إذ يجوز التراخي فيه، فيمكن القضاء في أي وقت قبل قدوم رمضان الذي يليه، ولكن الأفضل التعجيل في القضاء وذلك إبراءً للذمة، وسقوط الواجب، لقول الله عز وجل {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُم} (آل عمران: 133).
فيجب القضاء في الأيام التي أفطرت على التفصيل المذكور، وأما ما أفطرت فيه بسبب الحمل فأنت مخيرة بين القضاء والكفارة.