قال القرطبي: الشيعة: الأعوان، وهو مأخوذ من الشياع، وهو الحطب الصغار الذي يوقد مع الكبار حتى يستوقد.. والمعنى: وإن من شيعة نوح لإبراهيم- عليهما السلام- لأنه تابعه في الدعوة إلى الدين الحق، وفي الصبر على الأذى من أجل إعلاء كلمة الله تعالى ونصرة شريعته.. وهكذا جميع الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- اللاحق منهم يؤيد السابق، ويناصره في دعوته التي جاء بها من عند ربه، وإن اختلفت شرائعهم في التفاصيل والجزئيات، فهي متحدة في الأصول والأركان. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما "وإن من شيعته لإبراهيم" يقول من أصل دينه وقال مجاهد على منهاجه وسنته. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم قال ابن عباس: أي: من أهل دينه. وقال مجاهد: أي: على منهاجه وسنته. قال الأصمعي: الشيعة الأعوان ، وهو مأخوذ من الشياع ، وهو الحطب الصغار الذي يوقد مع الكبار حتى يستوقد. وقال الكلبي والفراء: المعنى: وإن من شيعة محمد لإبراهيم. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الصافات - الآية 83. فالهاء في شيعته على هذا لمحمد عليه السلام. وعلى الأول لنوح وهو أظهر; لأنه هو المذكور أولا ، وما كان بين نوح وإبراهيم إلا نبيان هود وصالح ، وكان بين نوح وإبراهيم ألفان وستمائة وأربعون سنة ، حكاه الزمخشري.
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الصافات - الآية 83
- فصل: تعريف الولاء والبراء في الاصطلاح:|نداء الإيمان
- معنى الولاء والبراء وكيفيته
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الصافات - الآية 83
ونبرا الى الله من شيعة زماننا
قال الحسن رضي الله عنه ما ضربت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية فإن كانت طاعته تقدمت وإن كانت معصية تأخرت
ورد عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك عليه السلام أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشراماما فقال: إنما قال: اثنا عشر مهديا ، ولم يقل: إثنا عشر إماما ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا. كمال الدين و تمام النعمة – الشيخ الصدوق ص 358. مختصر بصائر الدرجات – الحسن بن سليمان الحلي ص 212. بحارالانوار – العلامة المجلسي ج 53 ص 115. كثيراً ما يقال عن هذه الرواية الشريفة انها لا تثبت حجية المهديين ( عليهم السلام) بسبب وصف الامام الصادق ( عليه السلام) لهم بانهم قوم من شيعتنا وان هذه التسمية لا توجب لهم الحجية فهي تصح على اي احد. و الحقيقة ان وصفهم ( عليهم السلام) بانهم قوم من شيعتنا وصف دقيق جداً و يدل على المنزلة العظيمة للمهديين ( عليهم السلام) و سنلاحظ ذلك من خلال معرفة كلمة شيعة من قوله تعالى في وصف ابراهيم ( عليه السلام) ( وإن من شيعته لإبراهيم). و كذلك معرفة منزلة ابراهيم ( عليه السلام) من خلال قوله تعالى ( اني جاعلك للناس اماماً) و من روايات أهل البيت ( عليهم السلام). ابي بصير ( 1) قال: " سأل جابر الجعفي أبا عبد الله ( عليه السلام) عن تفسير قوله عز وجل " وإن من شيعته لإبراهيم " فقال إن الله لما خلق إبراهيم كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا إلى جنب العرش فقال إلهي ما هذا النور ؟ فقال له هذا نور محمد ( صلى الله عليه وآله) صفوتي من خلقي.
فهذا في الأشخاص.
فصل: تعريف الولاء والبراء في الاصطلاح:|نداء الإيمان
والله أعلم.
معنى الولاء والبراء وكيفيته
وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى وهكذا غيرهم من الكفار الذين لهم أمان أو عهد أو ذمة؛ لكن من ظلم منهم يجازى على ظلمه، وإلا فالمشروع للمؤمن الجدال بالتي هي أحسن مع المسلمين والكفار مع بغضهم في الله؛ للآية الكريمة السابقة، ولقوله سبحانه: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النّحـل: 125]. فلا يتعدى عليهم ولا يظلمهم مع بغضهم ومعاداتهم في الله، ويشرع له أن يدعوهم إلى الله، ويعلمهم ويرشدهم إلى الحق؛ لعل الله يهديهم بأسبابه إلى طريق الصواب، ولا مانع من الصدقة عليهم والإحسان إليهم - لقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المـُمتَحنـَـة: 8]. ولما ثبت في "الصحيحين": عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه أَمَر أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن تَصِلَ أُمَّها - وهي كافرة - في حال الهدنة التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة على الحديبية [2].
الإجابة: البراء والولاء لله سبحانه: أن يتبرأ الإنسان من كل ما تبرأ الله منه
كما قال سبحانه وتعالى: { قد كانت لكم
أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما
تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء
أبداً}، وهذا مع القوم المشركين كما قال سبحانه: { وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج
الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله}. فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر. فهذا في الأشخاص. وكذلك يجب على المسلم أن يتبرأ من كل عملٍ لا يرضي الله ورسوله وإن لم
يكن كفراً، كالفسوق والعصيان كما قال سبحانه: { ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم
وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون}. وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية، فنواليه على إيمانه، ونكرهه
على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا، فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت
كاره لطعمه، وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض. معنى الولاء والبراء وكيفيته. وبعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر، وهذا من العجب
وهو قلب للحقائق، فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن
نكرهه من كل قلوبنا { يا أيها الذين آمنوا
لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}، { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى
أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي
القوم الظالمين.