[٦] [٧]
إن قوله -تعالى-: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ ، [٨] حجَّةٌ عليهم لا لهم؛ فقول الله معناه: أي أن كل ما عدا الله فهو مخلوق؛ فيشمل هذا جميع أعمال العباد، ولا يشمل هذا العموم الله -تعالى- ولا صفاته لأنه -تباركَ وتعالى-: (ليسَ كَمثلِهِ شيء وهو السَّميعُ البَصير). [٩] [١٠] آثار القول بخلق القرآن
ومن آثار القول بخلق القرآن الكريم، ما يأتي: [١١]
القول بوجوب نقد القرآن وأنه كغيره من النصوص، وهذا يُفضي إلى تحكيمِ العقلِ على القرآن الكريم. نفي الإعجاز عن القرآن الكريم، لأنهُ محضُ كلام مخلوقٍ كغيرهِ من الكلام. إسقاطُ مرجعيةِ النص القرآني، فلن تكونَ لهُ المكانة حيثُ لا يُعتبرُ دليلًا على ما نودُّ إثباته لأنه فقدَ مكانته بسبب زعمهم. نفيُ الصفات عن الله -عز وجل-، والدخولُ في جدل اللاهوت، دون بينات وأدلة. تعطيلُ العمل بكتاب الله -عز وجل-، بحجة أنه مقصور على الزمان والمكان، الذين نَزَلَ فيهما. فتنة خلق القرآن. فتحُ الباب لتوسع العقائد الناشئة، والتي هي تقتبسُ أفكارها من العقائد المنحرفة. المراجع ^ أ ب ت اسلام ويب (5/1/2017)، "معنى القول بخلق القرآن والفرق المعاصرة التي تقول به والموقف منها" ، اسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022.
- 3- القول بخلق القرآن - موسوعة الفرق - الدرر السنية
- مكانة السنة النبوية في الإسلام ومدى حجيتها (1)
- ما طبيعة العلاقة بين القرآن الكريم والسنة النبوية ؟ - إسلام أون لاين
- منزلة السنّة المطهّرة في الإسلام
3- القول بخلق القرآن - موسوعة الفرق - الدرر السنية
ومثله ما أورده الدرامي والإمام أحمد بن حنبل من أقوال لعلماء السلف يكفرون فيها من قال بخلق القرآن انظر: كتاب ((السنة)) (ص 15- 29) ، ((الرد على الجهمية)) من (ص 85- 89). ، وهي أقوال كثيرة لا حاجة بنا إلى سردها هنا لأن مضمونها كما قلنا واحد، وهو إثبات القول بعدم خلق القرآن وتكفير من قال بخلقه. وأما احتجاج القائلين بخلق القرآن بقوله تعالى: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا [الزخرف: 3] ، أي خلقناه قرآناً عربياً؛ فهذا احتجاج باطل إذ أن جعل التي بمعنى خلق تتعدى إلى مفعول واحد، وهنا تعدت إلى مفعولين فهي ليست بمعنى خلق انظر: ((شرح الطحاوية)) لابن أبي العز الحنفي (ص 112/113). 3- القول بخلق القرآن - موسوعة الفرق - الدرر السنية. وينفض أيضاً احتجاجهم هذا قوله تعالى: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا [الزخرف: 19] وكذا قوله تعالى: وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً [النحل: 91] فهل يصح جعل في هاتين الآيتين وأمثالهما بمعنى خلق، هذا لا يمكن ؛ فلو كانت جعل تأتي بمعنى خلق دائماً على ما قالوه لكان المعنى واضحاً وهو أن قريشاً خلقت الملائكة، وكذا الآية الأخرى وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً تعالى الله وتقدس!!
ويجزم صاحب كتاب (الأديان والفرق) بأن ميموناً أنكر سورة يوسف أنها من القرآن، وذلك في قوله عنه: "وأنكر سورة يوسف أنها ليست من القرآن على قول عبدالكريم بن عجرد" [8517])) ((الأديان والفرق)) (1/177) الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية وموقف الإسلام منها لغالب عواجي– ص286
انظر أيضا:
1- صفات الله تعالى. 2- رؤية الله تعالى. 4- القدر.
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 15/11/2014 ميلادي - 23/1/1436 هجري
الزيارات: 44910
شارك في التأليف: الدكتور سامي صالح الوكيل.
مكانة السنة النبوية في الإسلام ومدى حجيتها (1)
وقوله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، فوجب الأخذ بما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن أمثلة ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذهب والحرير حيث أخذ الذهب بيمينه والحرير بشماله وقال: "إن هذين حرام على ذكور أمتي حل لإناثها" [14] ، كما ثبت عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية [15]. [1] رواه مسلم كتاب الإيمان رقم (1). [2] رواه الشيخان واللفظ للبخاري رقم (8) كتاب الإيمان 1/12. [3] رواه الطبراني في الأوسط والصغير. مجمع الزوائد 1/292. [4] رواه البيهقي في السنن الكبرى 4/81، وأصله في صحيح البخاري رقم (4289) 4/1663. ما طبيعة العلاقة بين القرآن الكريم والسنة النبوية ؟ - إسلام أون لاين. [5] روى البخاري متنه في باب قول النبي إذا توضأ، ورواه البيهقي في السنن الكبرى 4/228. [6] رواه الترمذي وقال حديث غريب، ورواه البزار في مسنده رقم (681) عن علي رضي الله عنه 3/87، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه رقم (14455) موقوفاً على عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [7] رواه الشيخان واللفظ لمسلم رقم (397) باب وجوب قراءة الفاتحة 1/298. [8] رواه البخاري رقم (605) باب الأذان للمسافر 1/226.
ما طبيعة العلاقة بين القرآن الكريم والسنة النبوية ؟ - إسلام أون لاين
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم الصحابي المسيء في صلاته -: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها" [7]. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين إقامة الصلاة بفعله، فصلى وقال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" [8]. مكانة السنة النبوية في الإسلام ومدى حجيتها (1). ففي هذا كله وغيره تفصيل لمجمل القرآن، وهو لون من ألوان البيان لما نزل عليه. المطلب الثالث: السنة النبوية تخصص عام القرآن أحياناً:
ففي قوله تعالى: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ [النساء: 11]، جاء الحكم بأن الأولاد جميعاً يرثون من آبائهم وأمهاتهم، ولكن السنة النبوية خصصت هذا العموم (لا يتوارث أهل ملتين ولا يرث مسلم كافراً، ولا كافر مسلماً) [9] فلو كان الأب كافراً والابن مسلماً أو العكس فلا توارث بينهما، وكذلك إذا كان الزوج مسلماً والمرأة كتابية. وفي قوله تعالى: ﴿ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾ [النساء: 24]، أحل الله تعالى النكاح بالنساء غير اللاتي ذكرن في آيات المحرمات من النساء، وهذا الحكم خصصته السنة النبوية.
منزلة السنّة المطهّرة في الإسلام
تاريخ النشر: الأحد 21 شعبان 1423 هـ - 27-10-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 28205
25599
0
489
السؤال
ما الأهمية للأحاديث في حياة المسلم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن السنة مصدر رئيس من مصادر التشريع، وهي تبيين لأحكام القرآن، قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل:44]. وكذلك وصف الله ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [لنجم:3-4]. منزلة السنّة المطهّرة في الإسلام. وكذلك ثبت في الحديث الذي أخرجه أبو داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه". وقد أجمع المسلمون المتقدمون منهم والمتأخرون على أن السنة حجة في الدين، ودليل من أدلة الأحكام الشرعية التي تثبت بها الأحكام العملية، بل حفظ القرآن الكريم متوقف على حفظ السنة، لأنها الشارحة والمبينة له. وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الله حفظ السنة كما حفظ القرآن، وأن لفظ: (الذِّكْرَ) في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9].
يتبع: حجية السنة النبوية من السنة النبوية ومن الإجماع والعقل. [1] استفدتُ هذا التقسيم من كتاب (تثبيت حجية السنة، ونقض أصول المنكرين)؛ أحمد السيد؛ مركز تكوين، ط1، 2017م. [2] ابن حزم الظاهري؛ الإحكام في أصول الأحكام؛ ج1/ ص97؛ تحقيق: أحمد شاكر؛ دار الآفاق الجديدة، بيروت، وقد نقل ابن القيم كذلك الإجماع في كتابه إعلام الموقعين، ج1/ص39.