تفسير سورة الماعون
وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون
يقول تعالى ذاما لمن ترك حقوقه وحقوق عباده: أرأيت الذي يكذب بالدين أي: بالبعث والجزاء، فلا يؤمن بما جاءت به الرسل. سورة الكافرون - تفسير السعدي - طريق الإسلام. فذلك الذي يدع اليتيم أي: يدفعه بعنف وشدة، ولا يرحمه لقساوة قلبه، ولأنه لا يرجو ثوابا، ولا يخاف عقابا. ولا يحض غيره على طعام المسكين ومن باب أولى أنه بنفسه لا يطعم المسكين، فويل للمصلين أي: الملتزمين لإقامة الصلاة، ولكنهم عن صلاتهم ساهون أي: مضيعون لها، تاركون لوقتها، مخلون بأركانها وهذا لعدم اهتمامهم بأمر الله حيث ضيعوا الصلاة، التي هي أهم الطاعات وأفضل القربات، والسهو عن [ ص: 1996] الصلاة، هو الذي يستحق صاحبه الذم واللوم وأما السهو في الصلاة، فهذا يقع من كل أحد، حتى من النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة، فقال: الذين هم يراءون أي يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس. ويمنعون الماعون أي: يمنعون إعطاء الشيء، الذي لا يضر إعطاؤه على وجه العارية، أو الهبة، كالإناء، والدلو، والفأس، ونحو ذلك، مما جرت العادة ببذله والسماح به.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة المسد
• قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ أي لا يأمر به من أجل بخله، أو تكذيبه بالجزاء، كما في قوله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين ﴾ [الفجر: 17-18]. • قوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ فويل: أي عذاب لهم، قال بعض المفسرين: هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، فلا يصلونها إلا بعد خروج الوقت. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة المسد. روى أبو يعلى في مسنده من حديث مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال: قلت لأبي: يا أبتاه أرأيت قوله - تبارك وتعالى -: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 5] أينا لا يسهو؟ أينا لا يحدث نفسه؟! قال: ليس ذاك، إنما إضاعة الوقت يلهو حتى يضيع الوقت [1]. قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]. وقال آخرون: يتركونها فلا يصلونها، وقد ورد ذلك عن ابن عباس، وقال: هم المنافقون الذين يتركون الصلاة سرًا، ويصلونها علانية. قال ابن كثير - رحمه الله -:
أي يؤخرون الصلاة إلى آخر الوقت دائمًا أو غالبًا، وإما يقصرون عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به، وإما عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها، فاللفظ يشمل ذلك كله، وكل من اتصف بشيء من ذلك له قسط من هذه الآية، ومن اتصف بجميع ذلك فقد تم له نصيبه منها، وكمل النفاق العملي، كما في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلا قليلًا" [2].
سورة الكافرون - تفسير السعدي - طريق الإسلام
قل -يا محمد-
للذين كفروا بالله ورسوله: يا أيها الكافرون بالله
لا أعبد ما تعبدون من الأصنام والآلهة الزائفة. ولا أنتم عابدون ما أعبد من إله واحد, هو المستحق وحده للعبادة. ولا أنا عابد مستقبلا ما عبدتم من الأصنام والآلهة الباطلة. ولا أنتم عابدون مستقبلا ما أعبد. لكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه, ولي ديني الذي لا أبغي غيره.
[٢]
جزاء الأعمال الصالحة في الآخرة
(قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى) ، [٩] قد فاز ونجا ونجح من قام بتطهير نفسه وقلبه من الشرك والبغي وسيئ الأخلاق، (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) ، [١٠] وقادته طهارة القلب والنفس إلى أعظم العبادات وعبادة ذكر الله -تعالى- والدعاء وإقامة الصلاة التي هي عماد الدين،
وهذا معنى الآية الكريمة، ويحتمل المعنى ما ذهب إليه بعض المفسرين في تفسير كلمة (تَزَكَّى)؛ أي إخراج زكاة الفطر، وذكر اسم ربه فصلى، المقصود صلاة العيد، فإنه وإن كان داخلاً في اللفظ وبعض جزئياته، فليس هو المعنى وحده. [٢]
فضل الآخرة على الدنيا في الكتب السماوية
(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) ، [١١] أي: تفضّلون الدنيا على الآخرة، وتختارون ملذاتها الزائلة الممزوجة بالألم والحزن والسقم على الآخرة، (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) ، [١٢] وللآخرة أفضلية تامة على الدنيا في كل رغبة يطلبت العبد، وأدوم لكونها دار بقاء أبدية، والدنيا دار زوال وفناء، فالمؤمن الذكي الحصيف لا يختار الأدنى والأقصر عمراً على الأجود والأدوم بقاء، فحب الدنيا وإيثارها على الآخرة رأس كل ذنب. [٢] (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى) ، [١٣] وكل ما ذكر من آيات ودروس وعبر وعظات في هذه السورة المباركة؛ كله موجود في الكتب التي أنزلها الله -تعالى- ومن ذلك صحف النبي أيراهيم والنبي موسى -عليهما الصلاة والسلام-، (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) ، [١٤] وهما: من أولي العزم من الرسل فهذه أوامر في كل شريعة ودين ورسالة، لكونها عائدة إلى مصالح الدنيا والآخرة، وهي مصالح في كل زمان ومكان.
ذات صلة قائد معركة حطين من هو قائد معركة حطين
صلاح الدين قائد معركة حطين
كان صلاح الدين الأيوبي قائد وبطل معركة حطين ، [١] التي وقعت في عام خمسمئة وثلاثة وثمانين للهجرة بين جيش المسلمين والصليبيين، [٢] والتي تعدّ أشهر المعارك التي خاضها صلاح الدين ضد الصليبيين. من هو قائد معركة حطين - موضوع. [٣]
التعريف بصلاح الدين الأيوبي
هو يوسف بن الأمير نجم الدّين أيّوب بن شادي بن مروان بن يعقوب الدّويني، [٤] وُلد في مدينة تكريت سنة خمسمئة واثنين وثلاثين، [٥] وعندما وصل سنّ البلوغ تعلّم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وقد امتاز -رحمه الله- بالذّكاء الشّديد، والطبع الهادئ، والشّغف بالمطالعة وقراءة الكتب، [٦] وإجادة الشّعر ونظمه، وكان -رحمه الله- شجاعاً بطلاً شغوفاً بالجهاد والمرابطة في سبيل الله -تعالى-، وقد تُوفّي -رحمه الله- بالطّاعون. [٧]
أهمية معركة حطين
تكمن أهميّة معركة حطين في العديد من الأمور، ومنها ما يأتي: [٨]
تعدّ معركة حطين بداية لنهاية الوجود الصّليبي؛ وذلك لأنّها قد أسّست مرحلة جديدة في الفتوحات والانتصارات التي كان من شأنها تفكيك ممالك الصّليبيين وطردهم خارج البلاد. تعدّ معركة حطين سبباً في عودة الثّقة بالنّفس للمسلمين، ورفع قدر صلاح الدّين الأيّوبي -رحمه الله- الذي أصبح من كبار المجاهدين والقادة والحكّام المسلمين.
من هو قائد معركة حطين - موضوع
error: غير مسموح بنقل المحتوي الخاص بنا لعدم التبليغ
[٢]
الاستعداد لمعركة حطّين
حشد صلاح الدّين الأيوبيّ قوّاته، وتولّى بنفسه قيادة الجيش، حيث تقدّم بدايةً إلى مدينة طبريّا فحاصرها، واخترق بعضاً من أبراجها، حتّى أيّده الله -تعالى- بالنّصر، ووقعت المدينة جميعها تحت إمرته، أمّا الصليبيّون فقد كانوا مجتمعين في معسكر صفّوريّة قُرب مدينة عكّا، وهو موقع إستراتيجيّ؛ بسبب توفّر الماء، وكانت المراعي كذلك متوفّرة للخيول، لذلك كانت مهاجمة الصليبيين وهم في معسكرهم بمثابة مغامرة، وفُرَص النّجاح في الهجوم ضعيفة، فكانت الخطّة من القائد صلاح الدّين باستدراج الصليبيّين، وإخراجهم من معسكرهم الحصين في صفّورية؛ للتوجّه إلى ملاقاته في المكان الذي يريده، فكان له ذلك. [٢]
توجّه القائد صلاح الدين الأيوبيّ بجيش المسلمين عابراً التلال، حتّى بلغ قرية حطّين؛ وهي قرية وافرة المراعي والمياه، أمّا الصليبيّون فقد أجهدهم الظَّمَأ، وغادروا حدائق صفّوريّة ومراعيها إلى تلالٍ لا ماء فيها ولا شجر ولا ظلّ، وكانت الكمائن التي نصبها المسلمون لهم تهاجمهم من المقدّمة والمؤخّرة، حتّى بدأوا يتساقطون على الطريق، إلى أن وصلوا إلى هضبة حطّين الجافّة، بينما كان المسلمون معسكرين في الوادي المعشّب، فأمضى الصليبيّون ليلتهم يشربون الخمر بدلاً من الماء، أمّا المسلمون فقد أمضوها بترديد الأدعية ، والتّهليل، والتكبير.