معركة الموازنات وقع نزاع كبير بين «الحجوري»، وأبي الحسن السليماني المأربي (أحد أكبر تلاميذ الوادعي) بعد موت شيخهما، وكان المدخلي مناصرًا للحجوري في هذا النزاع الذي كان محوره الأساسي قضية «الموازنات»؛ حيث اتهما المأربي بأنه يتساهل مع أخطاء الدعاة، بدعوى «الموازنة بين حسناتهم وسيئاتهم»؛ فكان المأربي يثني على عدد من الدعاة ممن صدرت منهم بعض المخالفات للمنهج السلفي، بينما تبنى المدخلي والحجوري منهج تبديع المخالفين لهم في أي مسألة فكرية وتصنيفهم على أنهم أصحاب فكر منحرف، والاهتمام بالردود المطولة على خصومهم الذين غالبًا ما ينتمون إلى ذات التيار. تسبب الخلاف حول هذه المسألة في تأجيج النزاع بين الفريقين، واتهم «المأربي» بالانحراف عن منهج السنة والتغاضي عن أخطاء جماعة الإخوان التي أُسِّسَت في مصر عام 1928، وتضم أطيافًا فكرية مختلفة، وتتبنى المشاركة السياسية، في حين دافع المأربي عن رؤيته في كتاب «الدفاع عن أهل الاتباع»؛ متهمًا «المدخلي» و«الحجوري» بشق الصف السلفي، والغلو في التبديع والتفسيق لمن يخالفهم في الرأي. وبمرور الوقت انقلب «الجحوري» على «المدخلي»، وما لبثت الخلافات أن تصاعدت بينهما، ولم تنجح مساعي الصلح بينهما رغم اتفاق منهجهما، كما أدَّت شدة الحجوري مع مخالفيه لانفضاض عدد من أتباعه ومؤيديه عنه، وانحاز بعض مؤيديه السابقين لجبهة المدخلي، وحاولوا طرد الحجوري من مركزه في «دماج» وفشلوا في ذلك، وسرعان ما مزقت الخلافات الداخلية أتباع المدخلي؛ ما سبب قطيعة بينهم وبينه في النهاية.
- كتب يحيى بن علي الحجوري - مكتبة نور
- الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ يحيي بن علي الحجوري
كتب يحيى بن علي الحجوري - مكتبة نور
بسم الله الرحمن الرحيم
تحذير الشيخ ربيع من الحجوري
قال الأخ / عبدالله السلفي حفظه الله ـ في منتديات الوحيين السلفية ـ: بسم الله الرحمن الرحيم
ففي ليلة البارحة –ليلة
الأربعاء- الأول من جمادى أولى -وبين مغرب وعشاء- تكلم الشيخ العلامة ربيع
بن هادي المدخلي بكلام نصر فيه الحق وأهله، وحذر من الحجوري وأتباعه
الحدادية، وذكر أنه صبر عليهم سنوات بالمناصحة والجلوس معه. ثم أمر الحاضرين أن يبلغوا الحجوري بأن يكف عن تمزيق الدعوة في العالم بسبب
تصرفاته وتصرفات أتباعه الهوجاء لكثرة من يشتكيهم عند الشيخ ربيع حفظه
الله. وكان مما قاله: (أخبروا الحجوري أني ضده). وقال: (أتباعه يمزقون الدعوة في العالم). وقال: (جعلوا الحجوري في السماء والشيخ عبيد في الأرض). الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ يحيي بن علي الحجوري. وقال للحاضرين: (كلموا الحجوري وبلغوه). وقد حضر مجموعة من الحجوريين منهم مهيب الضالعي ولعلهم قد بلغوا الحجوري. وقد حذر الشيخ من علم الدين السوداني الذي كان عنده وأنه أفسد في السودان هو وأخوه وليد. التفريغ: للأخ عبد الله المسالمي - وفقه الله - بارك الله في الشيخ ربيع المدخلي - حفظه الله -
وهذا هو موقفه من قبل ومن بعد لكن القوم ظنوا أن النَّصيحة وأسلوبـها مُوَافَقَةٌ لهم.
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ يحيي بن علي الحجوري
يُعد يحيى الحجوري، من أبرز المرجعيات العلمية السلفية في اليمن، فقد تتلمذ على يد الشيخ مقبل الوادعي مؤسس الدعوة السلفية في الجمهورية اليمنية، وقد ورث مكان أستاذه في الإشراف على دار الحديث في دماج، بمحافظة صعدة، بناءً على ما قيل إنها وصية منه قبل وفاته، وله طلاب ومريدون في جميع أنحاء الدولة، إضافة إلى الآلاف من الطلبة من الدول العربية والأجنبية. وينسب «الحجوري»، إلى التيار المدخلي بسبب تأثره وتقاربه مع ربيع المدخلي، الشخصية المثيرة للجدل، والذي يعمل أستاذا لعلم الحديث بالجامعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، وتعد أبرز السمات الرئيسية لهذا التيار، التأييد المطلق للسلطة الحاكمة، وتحريم المشاركة السياسية، والاهتمام بعلم الحديث. وقد كانت بداية «الحجوري»، العلمية في كتاتيب القرآن بقريته، ورحل بعد ذلك للمملكة العربية السعودية لطلب العلم، ثم عاد إلى بلاده للدراسة على يد الشيخ مقبل الوادعي في دماج، ولازمه حتى موته عام 2001، وتولى مسؤولية إدارة دار الحديث وهي المدرسة العلمية التي أسسها الوادعي لتدريس العلوم الدينية من فقه وتفسير وحديث وغيرها، ولها شهرة عالمية لاسيما بين مسلمي شرق آسيا الذين وفد عدد كبير منهم إلى دماج للدراسة والتعلم.
واتساقًا مع منهجه، كان «الحجوري» منشغلا بتلك الخلافات البينية تمامًا عن الأحداث السياسية الكبرى التي تدور حوله في المحافظة، رغم اشتعال ستة حروب فيها بداية من عام 2004 إلى عام 2010، بين الجيش الوطني، وجماعة الحوثي الشيعية المدعومة من طهران، والتي تعتبر محافظة صعدة معقلها الرئيسي، فرغم خلافه الحاد مع المنهج الشيعي، إلا أنه اعتبر الأمر شأنا خاصا برئيس الدولة وقراره السياسي بصفته ولي الأمر الشرعي، لكن تطورات الأحداث وتسارعها دفعت بالحجوري إلى قلب المشهد السياسي بل والعسكري رغم أنفه. إعلان الجهاد في عام 2011 قامت ثورة 11 فبراير ضد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، فوقف الحجوري وجماعته موقفه المعتاد من تأييد النظام وإدانة الثوار الخارجين عليه، بينما انحاز الحوثيون للتظاهرات المطالبة بخلع الرئيس. تدهورت الأوضاع الأمنية في عموم البلاد، فسيطر الحوثيون على إدارة محافظة صعدة وطالبوا «الحجوري» وجماعته بالرحيل باعتبار أن المحافظة لا تحتمل وجود مذهبين، بينما روجوا لدى شباب الثورة أن الخلاف بينهم بسبب موقف الحجوري السلبي من الثورة، وحاصرت ميليشيات الحوثي «دماج» ولزم الجيش الحياد، فأعلن الحجوري دعوة الجهاد ضد الحوثي، فتطوعت أعداد كبيرة من السلفيين وأبناء القبائل الذين تنتشر الأسلحة بينهم بكثرة، وأجبروا الحوثيين على التراجع ورفع الحصار.