المقصود هنا أن الله جل وعلا أوجب عليهم هذه الأمور، وحرم عليهم انتهاك هذه الحرمات ليلتزموها بما أعطاهم الله من العقول. ثم قال بعدها في السادسة: وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ [الأنعام:152] اليتيم: هو الذي ما له أب، مات أبوه وهو صغير قبل أن يحتلم، يقال له: يتيم فإذا بلغ زال عنه اليتم، فالله أوصى بالأيتام، والإحسان إليهم، وحفظ أموالهم، وأن لا يفسد فيها، بل يعمل فيها بما هو أصلح حتى يبلغوا أشدهم، حتى يرشدوا. تحميل كتاب الوصايا العشر في سورة الأنعام ل pdf. وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [الأنعام:152] التي أحسن التجارة فيها والعمل فيها بما ينفع اليتيم حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ [الأنعام:152] السابعة. والثامنة: وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ [الأنعام:152] بالعدل، لا يبخسوا الناس ميزانهم ولا مكاييلهم، لا يظلموهم، أوصاهم الله بأن يعدلوا في الكيل والميزان، وألا يظلموا الفقير والمغفل والذي لا ينتبه، بل يجب أن يوفوا الكيل والميزان للجميع، والقسط العدل. لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [الأنعام:152] الواجب تحري الحق والحرص على الوفاء.
راجع سورة الانعام 151 153 واذكر الوصايا العشر الواردة فيها – المحيط
الوصية السادسة: النهي عن قربان مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ، فلا يتصرف الولي في مال اليتيم إلا بما فيه منفعة المال وحفظه وتنميته ولا يأكل منه أكلاً مبنياً على محبة النفس وطلب الحظوة لها. بل يأكل منه بقدر تعبه ونصبه ومشقته وإن استعفف فهو خير له. ومن تجرأ على أكل مال اليتيم اغتراراً بضعفه فليبشر بنار جهنم (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونها ناراً وسيصلون سعيراً).
تحميل كتاب الوصايا العشر في سورة الأنعام ل Pdf
هذا يدل على عظمة هذه الآيات، وأن شأنها عظيم، وقد جاء في الحديث: ألا تبايعوني على هذه الآيات عليه الصلاة والسلام، فالآيات هذه عظيمة وشأنها كبير لما فيه من الوصايا العظيمة، فينبغي للمؤمن والمؤمنة ولكل مسلم أن يلزم ما فيها، وأن يستقيم على ما فيها لأنه الصراط المستقيم، ولأنه دين الله الذي بعث به رسله عليه الصلاة والسلام، والله أعلم.
والوصية الثانية: بر الوالدين والإحسان إليهما وثنى بحقهما لأن حقهما عظيم ياتي بعد حق الله تعالى هما سبب وجودك المباشر في هذه الدنيا عانت الأم في سبيلك الم الحمل والوضع والرضاع والعناية وعانى الوالد في سبيلك عناء التربية والنفقة والتأديب والرعاية في طفولتك حيث لا تدبر من أمرك شيئاً وفي مراهقتك حيث يقصر إدراكك عن مصالح نفسك ومضارها
فمهما بر الولد بوالديه لن يستطيع مكافأتهما إلا ما جاء في الحديث أن يجده مملوكاً فيعتقه. وإن مما يؤسف له إهمال كثير من الأبناء لأبائهم وأمهاتهم ومقابلتهم إحسانهم بالعقوق والجحود والنكران ولا سيما عند كبر الوالدين حيث يكونا أحوج إلى البر والإحسان. الوصية الثالثة: النهي عن قتل الأولاد خشية الفقر وذلك أن من عادات الجاهلية الأولى قتل أولادهم الذكور خشية الفقر والفاقة وقتل الإناث خشية العار والفضيحة يعني خشية أن تكبر وتأتي بفاحشة تهين بها أهلها. فابطل الله هذه العادة القبيحة الخبيثة وبين أن الرزق بيده هو هو الذي يرزق الاباء والابناء ومن في الارض جميعاً ، وأمر بإكرام البنات فنهى عن وأدها وأعطاها نصيبها من الميراث حتى ربما أخذت نصف التركة وربما أخذن ثلثي التركة وأمر ال سول بحسن تربيتها والنفقة عليها وبشر بالجنة من فعل ذلك.